دخل عليها فجأه وجد وجهها شاحب اللون وصوتها لا يكاد يتخطى اعماقها لم يلزم الامر الكثير من الوقت حتى يكتشف انها فقدت النطق واصبحت تميمتها هي الحمد لله !!
هذا الوجه يذكره بايام يكره العوده اليها ولا يود
تذكرها لكن هيهات هيهات سرعان ما تهاجم ذاكرته عقارب الماض وتأبى الا ان تعود الى
الوراء فيرى فيها بصوره مشوشه ما حدث منذ سنوات قليله قريبه ... بدأ يستسلم لتلك المشاهد
التي تلوح فى افقه وتذكر تلك اللحظه التي كان عائد فيها من المسجد القريب لمنزله
بعد انتهاء صلاه العشاء ورغم انه ماذال فى مكانه وان ما عاد الى الوراء فقط ذاكرته
الا انه عندما تذكر صعوده لدرج المنزل فى ذلك اليوم انهكه الان كما انهكه فى حينها
! ها هو يصاب بانقباضه شبيه لتلك التي اصابته وهو يصعد الدرج بعدما بدأ يشعر بالظلام
يسدل ستائره والاشباح تخيم.. واصوات النحيب تعلو وتعلو ! رغم ان قلبه يكاد يتوقف عن
الحركه الا ان قدماه تتحركان وتسوقاه للفجيعة .. ها هو يقترب من وجوه لم يعرفها الا
مبتسمه ها هو البكاء يروى قلوبهم فينبت الحزن فى وجوههم وتتغير ملامحهم الى الابد !
لم يسأل ماذا حدث ليس فقط لانه توقع الاجابة ولكنه يأبى حتى ان يسمعها ! سأل فقط هل
ماذال هناك ؟! واجابته صراخهم بنعم بحث عن سياره استقلها الى هناك شعر وكأنها منطلقه
الى الخلف اخذ يغرق فى ذكرياته معه وحديثه اليه كيف كان يسعده كثيرا رغم اختلافهما
طويلا كم كان ينسيه فرق السن رغم هيبته الواضحة على هيئته يتذكر كيف تجادلا فى احد
الزيارات وتبادلا حديثا ارهقه انفعل على نفسه كم كنت غبيا حينها ! لقد كان هو مريضا
بالكبد وكنت انا مريضا بالجدل هكذا أنب نفسه مرت الكثير الكثير من تلك المشاهد امامه
حتى وصل الى المشفى حيث يرقد نزل من السيارة مهرولا وكأنه يسابق قدرا قد نفد ! بدا
وكأنه مقتحما للمشفى وقبل ان يصل الى ذلك الفراش كان قد اخبر ان سياره قد نقلت عمه
الى المنزل حيث عليه ان يعود ادراجه من حيث اتى !!وفى طريق عودته ظل يتأمل الموت طويلا
ظل يلوم نفسه عن اوقاتا كانت حيه واهدرها كيف بخل بكلمه طيبه ,, ورقه صغيره خطت فيها
من الكلمات القليل لكنها فى عالم المشاعر تسوى الكثير ,, ورده جميلة لا يجف عبيرها كم سيكونوا سعداء لو أنهم تلقوا تلك الورود فى حياتهم ,, وصل الى المنزل اخيرا حيث الجثمان خلف احد الجدران والاهل متراصون
كالاحجار يغطيهم السواد وتظلهم غمام البكاء وقع عينه عليها نعم هي كانت تبكى اخيها بحرقه
ثم عاد فنظر اليها مره اخرى لكن هذه المره كانت هي على الفراش كانت تكلمه لكنه لم يفهم
شيئا مما قالت فهي فاقده النطق والكلمات غير مفهومه ! هل تذكر تلك المشاهد استعدادا
لتكرارها هل قرر ان يهون عليه مرارتها فيعيشها مرتين ! ظل هكذا حبيس الاريكة التى تجاور
الفراش الذى كان ممدد تحتها لا يتحمل الم النظر اليها تتألم لكنه عاجز حتى عن الرحيل
... لكن احساسه بالالم هذا اجبره ع الرحيل ظنا منه انه يهرب من الالم لا يعرف انه فقط
يؤجله !توجه هو برفقه الدعاء الى المسجد حيث ينوى ان يعتكف العشر الاواخر وتوجهت هى
برفقه المرض الى المشفى حيث اعتكفت هناك ... و فى ليله السابع والعشرين من رمضان وقبل ان يكمل اعتكافه انهى الله اعتكافها فانهت
اعتكافه !بقى هو ورحل الدعاء ورحلت هى وبقى المرض !! كم المه رحيله فى اخر زياره لها هربا من الالم كم تمنى ان يبقى متألم فتره
اطول مدام الى جوارها اااه لو كان يعلم انها المره الاخيره !!ظل يختنق بتلك الذكريات
هذه الــ لــو المتكرره ,, كم كان مؤلما ان يكون بينه وبينها خطوه واحده لكنه غير قادر
عن ازاحه ذلك الكفن عن وجهها ولو لمره عجز حتى عن ان يراها للمره الاخيره !بعد رحيلهم تتحول تلك القصاصات الورقيه التى كان مكانها الطبيعى سله المهملات تتحول الى صندوق الذكريات !وتصبح فجأه ذات قيمه وتصبح لدينا مقدسه ليتنا اولينا اصحابها نفس الرعايه والاهتمام قبل رحيلهم !ونبدأ فى تأمل عاداتهم التى كانت تمر مرور الكرام فلفت انتباهه عاده كانت هى حريصه عليها كانت تحتفظ بتلك الشعرات المتاسقطه من رأسها اثناء تمشيطها ثم هى توصى ان تدفن معها حيث انها تحب ان ترد الى الله بضاعته كامله !!
... ظل يبكى على فرصه اضاعها فى جوار من يحب ,,على كلمه طيبه كان بمقدوره ان يخطها على ورقه بيضاء لاجلهم أو بورده بيضاء جميله كان بوسعه ان يضيفها الى الزهريه ...فأولئك الذين تحت التراب لا يهتمون للورود التى توضع على أضرحتهم ..فلا فائده فى ان نزرع الورود على قبورهم او نحولها حتى لبستان فقط هى محاوله فاشله لجعل الموت يبدوا لطيفا !
... ظل يبكى على فرصه اضاعها فى جوار من يحب ,,على كلمه طيبه كان بمقدوره ان يخطها على ورقه بيضاء لاجلهم أو بورده بيضاء جميله كان بوسعه ان يضيفها الى الزهريه ...فأولئك الذين تحت التراب لا يهتمون للورود التى توضع على أضرحتهم ..فلا فائده فى ان نزرع الورود على قبورهم او نحولها حتى لبستان فقط هى محاوله فاشله لجعل الموت يبدوا لطيفا !
!

البقاء للـــــه :(
ردحذفالحمدلله
ردحذف