الجمعة، 7 سبتمبر 2012

الخيميائى .. معلما



 في جنوب أسبانيا, في سهول الأندلس, بالقرب من مدينة “طريفا” حيث تكون مدينة “طنجة” المغربية فى مرمى البصر روايه تحكى لنا عن الراعي الاندلسي سانتياغُو الذى يراوده حلم بكنز قرب الاهرامات فى مصر فيقرر خوض غمار الصحراء بحثا عن كنزه وفى الطريق اليه يقابل العديد من الشخصيات منهم من يلهمه ومنهم من يسانده فى اتجاه سعيه ومنهم بطبعيه الحال من يعرقل مسيرته لا احد يعرف ماهيه الكنز ولا يعرف ان كان سانتيجو قادرا على استكمال الرحله هل ايمانه بأسطورته الشخصية كافى ليجعله يتخطى الصعاب ويدرك حلمه ...


     

حلم ... انه الشئ الذى يجعل لتلك الحياة البائسة اهميه ! لذلك تكاليفه دائما باهظه وغالبا لا نملك ثمن تذكره الوصول اليه وكثير منا ينعى حظه البائس ويصاب باليأس وقله هم من لا يجدوا وقتا لديهم سوى للبدء.. هؤلاء ادركوا ان المتعة الحقيقية فى البحث عن ثمن التذكرة لنمر ,,, وحلمي انا كما سانتياغُو تماما .. الترحال - - ليس فقط عن كنز ملئ بالقطع الذهبية والأحجار الكرمية لكن ايضا عن 
كنوز المعرفة ابحث- - لكن كما قال والده الترحال  يحتاج الى مال وفير لا املكه ... وحيث انى غير مستعد الان لرعايه احد سواي فانى سأؤجل رعايتي للغنم ليس لانى اخشى على اغنامي من الذئاب بل لانى لا املك ذلك الكيس الذى يحتوى بداخله  ثلاثه قطع من النقود الذهبية القديمة لاشترى الاغنام ومع هذا فقد قررت الا اؤجل حلمي بالترحال لكن كيف ؟! والمال ليس وفير ..قررت الترحال الكترونيا ! أحاول ان ابتعد عن تعقيد البشر واتعلم من بساطه القدر ..نعم سأجوب العالم الكترونيا سأخوض غمار المحيطات واسبح فى ذلك الفضاء الوهمي الفسيح ولن اخشى على نفسي التيه فى صحراءه... سأذهب واعبر العالم رغم انى اعرف ان قصورنا اعرق القصور ونسائنا اجمل النساء ! 




احيانا ومن فرط سذاجة بعض الاحلام نظنها مستحيله !هذا ما كنت اظنه حتى تعرفت على صديقي الخيميائى تعلمت منه كيف انظر الى نفسي ثم للكون من حولي جعلني اؤمن اكثر ان هذا الكون الفسيح خلق لي .. فليس مستحيلا ان يكون طوع احلامي هذا ان اردت ! صديقي الخيميائى علمني الكثير والكثير تعلمت معه ان السعي وراء الحلم وتحقيقه ليس حلم بل فريضة و واقع يمكن ان اعيشه هذا ان سعيت ! لكن كان على ان ادرك اولا ان لكل حلم وهدف ضريبته التي لابد من تسديدها فافه الاحلام القنوط  فكل عثره فى طريقي هي دفعه فى اتجاه الوصول فلن اصل ابدا لشاطئ البحر الا بعد ان اخوض غمار الصحراء !والطريق للحلم مهما كان وعرا وقاسيا فهو ممتع فعلى قدر حلمك تواجه صعاب وكل العثرات والانات فى طريقك تترجم الى سعاده فى لحظه الوصول فاحلامنا جميعا مهما كانت متباعده ومختلفه فهي تتطلب كما حلم سانتياغُو تتطلب الترحال ! نعم لابد لك من ترحال داخلك "رحله الى الاعماق" تبحث فيها داخلك عن مكنونك وذاتك عن حلمك عن هدف تعيش له وبه تتعرف فيها اكثر على نفسك لانها رفيقك فى الطريق الى حلمك ويجب ان تعرف جيدا مع من تشد الرحال -- اه لو تمكنا من رعاية انفسنا كما كان يعتنى سانتياغُو بأغنامه -- مهما كانت قدراتك فهي كافية لان تبدأ وحلمك كفيل ليجعلك تتعلم لكن اولا ازرع صحراء نفسك بالمعرفة وارويها بالحركة!  تعرف عليك جيدا شد حزام الامل وسافر لابعد نقطه فى حلمك :)

       

         الرواية تعيد المعنى لوجودك وان الكون والانسان صنيعه يد واحده لم تخلق شيئا عبثا فنحن موجودين لان لنا مهمه وهى جزء من روح هذا الكون فمصيرك ومصير هذا الكون قد خطته يد واحده ولهذا وجد الكون بالاساس لذلك عليك ان تبحث داخك وفى الكون عن تلك الهمه التي خلقت من اجلها فالله لم يخلقك عبثا لك مهمه فى هذا العالم لن يؤديها سواك فقم  وتذكر عندما تريد شيئا ما فان الكون كله يطاوعك لتحقيق رغبتك .. فالكون خلق لاجلك بالاساس ..



هذه التدوينه تأثرا بتلك الرواية الرائعة التي استعرت منها قليلا من الكلمات وكثيرا من المعاني والعظات :: كان يبحث فى البدايه عن كنز دنيوي وفى طريقه اليه اكتشف كنزه الذى عثر عليه داخله .. انتم ايضا لا تتوقفوا ابدأوا الان بالبحث عن اسطورتكم الشخصية اما انا فقراءتكم لهذه الكلمات جزء من اسطورتي الشخصية *_^

هناك 4 تعليقات:

  1. روعة وملهمة! انا الكتاب ده قرأته من زمان واتعلمت منه الكتير. وتدوينتك اخي فكرتني بالدروس دي :)

    ردحذف
  2. الشاعر /:محمد عماره9 سبتمبر 2012 في 2:48 ص

    البحث عن الذات تلك الطريق الصعب الذى تسلكه بحثا فيه عن ذاتك احسنت ايها الكاتب فانتا دائما تمتعنى بجمال استصاغتك للكلامات وكانك احضرتها فى زمن طويل كى تصدر بتلك الدقة المتناهية وحقا مهما كان الهدف بعيد فلابد ان نستفيد من طول الطريق لربما صادفتنا من لا نكن نتوقعه وعندما تتخذ من عقلك صديق لك تصل للهدف بكل سهولة ولكن عليك حقا ان تدفع ضريبة المعرفة وان تكسر حوائط الياس وتنطلق الى الافاق ولو من خلال نافذتك الالكترونية فانا شخصيا لم ابعد عن مدينتى ابعد من 400 كيلو متر لكنى سرت فى طرقات مدن اوربا وامريكا وسافرت الى نيوزلندا وشاهدت انتركاتيكا وغوصت فى اعماق البحار وتسلقت الجبال وعاصرت الدينصورات وثورت مع البراكين وتفقدت الطبقات وكل هذا من داخل غرفتى المقتظة بالكتب .......... احسن يا صديقى ودام لنا ابداعك

    ردحذف
  3. الخيميائى من اروع الروايات اللى قراتها قبل كده بس بصراحة استفادتك منها رائعة بالتوفيق ان شاء الله يابشمهندس وياريت لو تعمل تدوينة كمان باستفادة جديدة لنفس الرواية لان فيها استفادات تانية كتير حلوة

    ردحذف