ضفائر مريم
فى المسجد وبعد صلاة العشاء قابلت تلك الأسرة السورية التى نزح شطرها ، وحبست القذائف شطرها الاخر هناك فى سوريا حيث امطار الرصاص غرقا فى سيول الدماء ، وجهه خليط بين الحيرة والدهشة والقلق ،،وأمل فى ان يكون ما هو فية محض كابوس مزعج يتمنى ان يستيقظ فيرى نفسة على شاطئ نهر العاصى حيث لون "الخضرة" هو السائد ،الى جواره ابنة الذى على الأرجح لم يتجاوز ال10 سنوات لكن يبدو انه شاب قبل أن يشب ،كان يطيل السجود ولا شك فهو سلاحة الوحيد ، سألته عن اسمه قال: عبدالعزيز الجمعة ثم قال بعزة تكسو ملامح وجهه "الباهت" من محافظة حماة ،ومالة لا يفخر وهو من المدينة التى يقولوا عنها انها "شوكة في الحلق" بالنسبة للبعث، فقد ثارت حماة ثلاث مرات على البعثيين الأولى عام 1964 والثانية مع حلب وجسر الشغور بين اعوام 1979-1982 التي انتهت عام 1982 بدخول الجيش إلى حماة وقتل 30 الف من سكان المدينة, والمرة الثالثة هى ثورة 15 آذار ثورة الخلاص "وكما يقولون التلتة تابته" كل ذلك يدفعك للحزن والأسى لكنى عندما نظرت اليها عرفت ان الاسى والألم قليل انها "مريم" طفلته التى لم تتجاوز الثمانية اعوام تحبها اول ما تراها ، ملامحها الشامية تقتحمك تجعلك تبتسم لها لا اراديا ، لكن هذه الطفلة التى لم تتعرف جيدا على ملامح بلدها وبالتأكيد تتلعثم فى نشيدها الوطنى وبالكاد ترسم العلم السورى فى كراسة رسمها التى لم تراها على الارجح منذ عامين ..لكنها الان تدرك ربما اكثر منا جميعا معنى الوطن ..رغم تلك الملامح الطفولية التى تأسرك الا ان العبوث فى وجهها والحزن فى عينيها اصاب قلبها بالشيخوخه ،بذلت جهدا جهيدا فى محاولة ان اجعلها تبتسم ، قلقها على امها واختها التى حبستهم القذاف فى ذلك الوطن المحاصر لم يغيب عن وجهها ..كنت فقط اريد ان ارى ثغرها الباسم قبل ان ترحل كنت اريد انا ارى الامل فى عينيها .. كنت اريد ان اطمئنها ستعودى يا مريم يوما الى وطنك ستعودى وسيرحل بشار يوما ..
يلعن روحك يا بشار ..يلعن روحك يا بشار ..يلعن روحك يا بشار ..يلعن روحك يا بشار ..يلعن روحك يا بشار ..يلعن روحك يا بشار ..يلعن روحك يا بشار ..يلعن روحك يا بشار ..يلعن روحك يا بشار ..يلعن روحك يا بشار ..يلعن روحك أب وأبن ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق